دور الکلمة الخلاقة في الفکر الديني المصري القديم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

  يتناول هذا البحث دراسة تحليلية لدور الکلمة الخلاقة في الفکر الديني المصري القديم، فقد اعتبر السحر کلمة خلاقة، و کلمة الإله نافذة فقد خلق العالم بواسطة سبع کلمات متتالية نطق  بها الخالق، فکل ما تنطق به الآلهة يعتبر خلاقا ومن اکثر ما تفضله من أساليب التعبير  هو ما يسمي بالتلاعب بالألفاظ، فان جملة ما أو صيغة ما يستعين بها هذا الإله بخصوص أحد الأماکن أو أحد الکائنات تضفي عليها اسما و بالتالي واقعا ملموسًا، وهذه هي إحدى وسائل الخلق التي يستخدمها الخالق کثيرا، ومهما تنوعت الآلهة ، فان کل حديث شفهي تتحدث به الآلهة تنبثق منه حقيقة مضمونة، فقد تضمنت الکتابة ما تضمنته الکلمة من قوة سحرية، ومعرفة جحوتي بقوة الکلمة الخلاقة جعلته يستطيع تحويل أي شيء يريده إلي أية صورة يشاءها. فالإله جحوتي ليس الخالق الفعلي، ولکنه يعمل علي دوام المعرفة فهو مثابة ذاکرة للآلهة تسجل الکلمات ويسمح للخالق نفسه بان يکون دائما علي علم بکل الوجود، إن الخالق يملک زمام علم المستقبل، في حين أن جحوتي، بفضل محفوظاته، قد اکتسب من هذا العلم رؤية لا تخطئ أبدا و يقوم بينه وبين رب الأرباب نوع من تبادل المعارف يجعل منه بمثابة وسيط ما بين المعرفة الإلهية بکل شيء وبين المعرفة التي يوحي بها و المعرفة التي تؤخذ، إن جحوتي يعتبر في آن واحد کإله قوي البصيرة (سيا) والذي يلم بکل شيء (رخ) فهو يتلقى الأولى وينقل الثانية وهو الذي يسجل المعرفة ويحافظ عليها ويستطيع نشرها سواء بين الآلهة أم بين البشر وتعد الکتابة بمثابة الوسيط لعملية النقل هذه، أي وسيلة نقل المعرفة "رخ".

الكلمات الرئيسية