The Maritime Expeditions of Wadi Gawasis

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

موقع وادي جواسيس يُعتبر واحدًا من أهم مواقع الآثار المصرية ذات الطبيعة الأثرية المختلفة نوعًا عن الشائع في مواقع الآثار في وادي النيل والتي يغلب عليها الطابع الديني أو الجنائزي؛ حيث إنه يمثل واحدًا من أقدم المراسي والموانئ البحرية في تاريخ الإنسانية؛ إذ استمر استغلاله على وجه متواصل طوال عصر الأسرة الثانية عشرة في الدولة الوسطى الفرعونية (تقريبًا طوال القرنين التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد وهو العصر الذهبي للحضارة المصرية). فقد کان هذا الموقع يمثل خلال هذا العصر نقطة الصلة والاتصال بين حضارة وادي النيل وبين مناطق إنتاج وتجارة البخور (السلعة الإستراتيجية خلال العصور القديمة) في البحر الأحمر وقد عرفتها النصوص المصرية باسم "بلاد بونت"، تلک التسمية الجغرافية التي أثارت ومازالت تثير کثيرًا من الجدل والتي أترک الحديث فيها لمناسبة أخرى.
أتاحت حفائر البعثة الإيطالية – الأمريکية بإشراف "رودلفو فاتوفيتش" و"کاترين بارد" خلال العقد الأول من هذا القرن، الکشف عن مجموعة من الدلائل الأثرية، والنقوش المسجَّلة بالهيروغليفية، والهيراطيقية من بقايا ألواح خشب الأرز المستخدمة في بناء السفن المبحرة في البحر الأحمر، والمرساوات الحجرية الضخمة، والصناديق الخشبية التي کانت تُشحن فيها البضائع المتميزة لبلاد "بونت"، والشقاف الفخارية، وقطع البردي التي تحمل نصوصًا هيراطيقية مقتضبة، ولکنها هامة، ولوحات نذرية تحمل في کثير منها معلومات تاريخية. والواقع أن هذه البعثة التي استمرت من 2002 حتى 2010، هي استمرار لبعثة جامعة الإسکندرية برئاسة الدکتور عبد المنعم عبد الحليم سيد التي کشفت عن المواقع خلال حفائر عامي 1976 - 1977.
ومن خلال الشواهد النصية التي کُشف عنها في الموقع أو على مقربة منه طوال القرون الثلاثة الماضية وخصوصًا التي کُشف عنها مؤخرًا خلال السنوات الماضية وتولى کاتب المقال مسئولية دراستها ونشرها في عديد من الدوريات العلمية المتخصصة، من خلال هذه الرسوم يمکن ترسُّم الخط التاريخي للميناء، واستنباط وجود عدد من البعثات البحرية التي تأکَّد وجودها عبر النصوص المکتشفة في الموقع.

الكلمات الرئيسية