Turning the Corner: Strategies in Monumental Islamic Epigraphy and Decoration, mainly in Cairo

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

The American University in Cairo, Egypt

المستخلص

تناقش هذه الورقة البحثية بعض الطرق التي اتبعها المصممون، والخطاطون أو الصناع (على الرغم من عدم وضوح التمييز بين تخصصاتهم المختلفة) في تنفيذ النقوش الکتابية التي کانت تتقاطع في اتجاهات مختلفة سواء على مستوى رأسي أو مستوى أفقي. إن استخدام الکتابة العربية - حتى في البلدان غير الناطقة بالعربية - يتطلب قدرًا من وحدة الموضوع، وقد دُرِست أمثلة تدلل على هذه الوحدة الموضوعية من المغرب إلى إيران، ومنذ ظهور الإسلام إلى القرن السادس عشر الميلادي.
تميزت المخطوطات القرآنية المبکرة بحرية توزيع الکلمات على الأسطر، وهو ما يعد أيضًا سمة من سمات النقوش المبکرة، التي ظلت شائعة للغاية في القرون اللاحقة. کانت أبرز المناطق الأکثر شيوعًا لتسجيل النقوش هي الجوانب الأربعة لمنطقة انتقال الدخلات المعقودة، مما يستلزم وجود أربعة أرکان ذات زوايا قائمة. ونجد هنا أيضًا ظهور رغبة أولية لتوزيع الکلمات على أرکان الزاوية (نجد مثالاً مبکرًا لهذه الحالة في جامع الزيتونة في تونس عام 864 م). کذلک شکل توزيع کلمات النص على المحاريب والأبواب مشکلة أخرى، حين بدأت في الظهور مع بداية إدراج النقوش على المحاريب والأبواب منذ القرن العاشر الميلادي وما بعده. کان على المصممين عند تأطير النقوش (تصميم النقوش في أطر أو طرز) أن يتعاملوا مع مسألة کيفية تطويع أرکان الزاوية بما يتلاءم مع النقش، مما أدى إلى ظهور مشکلة توزيع النقش على الجوانب الأربعة للمربع حتى يمکن بسط المحارف أفقيًّا. تميزت العمارة الدينية في القاهرة في أواخر فترة حکم الدولة الأيوبية وما بعدها باستخدام النوافذ في العمارة داخل التجويفات، مما شکل تحديًا للمصممين المعماريين لتوزيع النقش على زوايا قائمة وضيقة المساحة.
کذلک تناقش هذه الورقة البحثية الحلول التي توصل لها المصمم أو الصانع (في حالة قيامه بتنفيذ النقش) لحل التعارض المستمر بين سهولة التصميم والوضوح. إن أحد أهمية وضرورة وضوح وقرائية نقوش تأسيس المنشآت هو إضفاء شرعية على ملکية تلک المباني. الأمر الآخر هو زيادة الاعتماد على الخطاطين الذين وضعوا مسبقًا تصميم النقوش بشکل أکثر دقة، مما ساعد بدوره في تقليل تکلفة الورق المستخدم في تصميم النقش، لکن في بعض الحالات التي لا يکون فيها الخطاط مشارکًا في تصميم النقش، فإن مستوى تعليمه يکون عاملاً هامًّا في توزيع کلمات النقش خاصة النقوش الجنائزية. أما الأمر المثير للدهشة هو الوقت الذي استغرقته ظاهرة توزيع کلمات النقش على أرکان الزوايا حتى تختفي؛ حيث لم تنته تلک الممارسة بالکامل تقريبًا إلا مع بداية القرن السادس عشر الميلادي.